Wednesday, January 31, 2007

السيرة الذاتية ....والتعديلات الدستورية

السيرة الذاتية هي رصيد المؤهلات والخبرات والمهارات التي يمتلكها الشخص أو الهيئة أو الحزب ليتمكن من تأدية الأعمال الموكلة إليه, وتتراكم الخبرات عاما بعد عام ليصل إلي درجة خبير في مجال تخصصه يستطيع بعدها القيام بمهام أكثرا تعقيدا مستنداً لتلك الخبرات المتميزة ورصيد الخبرات المتنوع. والسؤال ما هي السيرة الذاتية للحزب الوطني الديمقراطي لإسناد مهمة القيام بالتعديلات الدستورية والتي وصفت بأنها أكبر عملية تعديل ونقطة للتحول الديمقراطي في هذه المرحلة.

بالتأكيد المؤهلات متعددة ولعلنا نحصر أهمها في القدرة علي تفصيل وتعديل القوانين والمواد الدستورية بما يتفق وسياسات الحزب في الهيمنة علي السلطة وإفساد الحياة السياسية والنيابية والقضاء على الأخر, وما تعديل المادة 76 من الدستور منا ببعيد ولقد اعتبرها الكثير خطيئة دستورية, بالإضافة إلي قانون السيطرة على النقابات المهنية وقانون تكميم الصحافة, وإنشاء لجنة شؤون الأحزاب والمحكمة الخاصة بها ومحاكم أمن الدولة العليا وتمديد قانون الطوارئ لأكثر من ربع قرن ,
ومما لا شك فيه فلديه المهارة الفائقة في تزوير إرادة الأمة بتزوير الانتخابات ومنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم, والخبرات متنوعة لمجالس نيابية وشوري ومحليات واستفتاءات, بالإضافة إلي الاستعانة بأصحاب الخبرات من البلطجيين المدربين علي أعلي مستوي في إنهاء النتيجة لصالحة وبجدارة.

الحزب الحاكم لديه من الخبرات والمؤهلات في حماية المفسدين والمزورين والقيام بالتستر علي خبراء الحزب وتعيينهم بمواقع قيادية لحمايتهم من المسائلة ولتناسب إمكانياتهم بمجلسي الشعب والشورى وبعض المواقع القيادية بالمحافظات والمحليات, ونخص بالذكر خبراء التعذيب بجهاز الشرطة للاستفادة منها لاحقا.
ومن الخبرات العملية للحزب الحاكم أنه استطاع وفي غفلة من الزمان أن يدمج الدولة في الحزب, وأصبحت مصر بمؤسساتها جزء من الحزب الوطني, ليقوم بأكبر عملية دمج اقتصادي بين ثروات البلد وأعضاء من قيادات الحزب ولجنة السياسات ضمانا لحفظ حقوق الأعضاء.
وفي هذا المقام لا أستطيع أن أعدد الكثير والمتعدد في مجالات مختلفة كالتعليم والصحة وازدياد معدل الإصابة بالأمراض الخطيرة وأعلي معدل للتلوث البيئي , هذا بالإضافة إلي ارتفاع أعداد المعتقلين السياسيين وعدم تنفيذ أحكام القضاء بل ومحاولة التخلص من الإصلاحيين وتقديمهم للمحاكمة.

وأخيرا هذه هي خبرات ومؤهلات الحزب الحاكم للقيام بأكبر عملية تعديل دستوري لترسيخ مبادئ الديمقراطية والمواطنة والشفافية وتداول السلطة, فهل يوظف تلك الخبرات في القيام بالتعديل الدستوري لمصلحة مصر والمصريين, صح النوم؟

Thursday, January 25, 2007

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار

العبارة الخالدة في التاريخ للفاروق العادل عمر بن الخطاب الذي تخرج من مدرسة النبوة وقد تعلم معنى العدل والحرية والمساواة والقيم الإنسانية السامية رآها على ارض الواقع لأنها لم تكن نظريات تدرس فقط وإنما أفعال , قالها الفاروق بحق نصراني من أهل مصر لم يرضى بالظلم الذي وقع عليه من ابن الوالي وقطع ألاف الأميال لكي يقدم شكواه ضد الوالي الصحابي عمرو بن العاص وهو يعلم أن الخليفة العادل سيرد له حقه, ولا أدرى من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسؤولية حتى أوجبوا الحمد أذا عدلوا ، وأوجبوا الصبرإذا ظلموا ، وعدوا كل معارضة لهم بغياً يبيح دماء المعارضين واعتقالهم وغلق شركاتهم ؟! , لذا نحن صنعنا الطغاة. ألا تريد أخي/ أختي أن نقطع ميلا واحد ليقدم كل منا عملا لمصر الحبيبة يدفع به فساد وتزوير لإرادته باسم القانون والدستور مما سيحرم الجميع من حرية القول والعمل لمصلحة الوطن وأبنائه , أين نحن وقد دفع الأجداد عن أنفسهم بل عن أمتهم الإسلامية الخطر في حطين وعين جالوت والعاشر من رمضان , وقد مدحك الرسول الكريم بأنك من خير أجناد الأرض.
الأمل قائم في أنها سحابة سوداء وستمر لا محالة وسنكسر حاجز الخوف ونغبر أنفسنا ونتمسك بقيمنا وديننا وحريتنا التي وهبها لنا الخالق ليغير الله لنا ما نحن فيه ولتكن أول خطوة فى عام هجري جديد أن نعاهد الله أن نقطع ميلا في طريق الحرية لنستنشق نسيمها
.