Saturday, February 24, 2007

أدعوكم إلى العصيان المدني

المستشار طارق البشري يتحدث عن ضرورة العصيان والانتقال من القول للفعل لأن إدارة الدولة تحولت في ظل النظام الحالي من المؤسسية إلي الشخصنه وهي أخر درجات ضيق نطاق المسيطرين على الدولة, وأصبحت تدار بواسطة مجموعة أفراد يتحكمون فيها وفي ثرواتها الطبيعية وإصدار التشريعات والقوانين بل تعدى الأمر إلي التعديل الدستوري ولذلك قال كلمته أدعوكم إلى العصيان, وان ما ينقص المعارضة هو الفعل المصاحب للمطلب ولذلك فإن الفعل حتمي للخروج من الطريق المسدود ومن حالة الاختناق, وبالتالي بحثت عن معنى العصيان المدني بين المتخصصين وشاهدت تجارب سابقة بين برتقالية وحمراء انتزعت فيها الشعوب حريتها ما بين اعتي الديكتاتوريات في العالم من الهند إلي جورجيا وكرواتيا وتشيلي ودولا عديدة بأوروبا الشرقية ولذلك لابد من البداية وهي مرحلة التعريف لنشر الثقافة الصحيحة عن العصيان المدني وآلياته لأنه في النهاية أحد الوسائل التي ساعدت في تقويض النظم الديكتاتورية لنستنشق نسيم الحرية من جديد.

تعريف العصيان المدني
يعرف بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه "طريق المقاومة ..ممارسة العصيان المدني" بأنه:
· نشاط شعبي متحضر.
· يعتمد أساساً على مبدأ اللاعنف.
· أنشطة العصيان المدني هي عبارة عن تحدٍ لأمر ما أو لقرار ما حتى ولو كانت غير مقيدة بالقانون.
· هدف النشاط المباشر هو أن يحافظ أو يغير ظاهرة معينة في المجتمع.
· النتائج أو التبعات الشخصية هي جزء مهم من النشاط ولا ينظر أنها نتيجة سلبية.

ويجب الانتباه إلى أن العصيان المدني تقوم أنشطته على التحدي، فلا تقيده قوانين النظام، أو قراراته، وإن كان أحياناً يتم عبر القوانين. ومن ثم لا يستطيع النظام أن يفرض على حركة العصيان نشاطاً بعينه أو يمنعها من نشاط، أو يفرض عليها ميداناً بعينه.

هل العصيان المدني
مقاومة أم احتجاج
يحكي بير هيرنجرين حكاية أخيه الصغير وهو طفل: "من الدروس الأولى التي تعلمتها في العصيان المدني كان عند ولادة أخي الصغير . ولقد كنت مفتوناً بإصراره البريء على تنفيذ ما يشاء وبالطريقة التي يشاء، وعندما لا يرغب في عمل شئ فإنه ببساطة يرفض ولا يساوم على هذا الرفض وهو ما كان مغايراً تماماً لي حيث أنني كنت ابناً مطيعاً جدا وعندما لا ارغب في عمل شيء أحتج بشكل عنيف وأصرخ وأجادل، ولكن عندما ينتهي هذا الاحتجاج والصراخ فإنني أنصاع في نهاية الأمر.
إن الاحتجاج قد يكون مجرد تعبير عن موقف إزاء قانون ما، ثم العودة والإذعان. أما العصيان المدني فيسعى إلى إلغاء القرار، أو تحدي القانون إنها ترفض الإذعان أو الطاعة, إن المقاومة في جوهرها هي العصيان وقد يكون الاحتجاج أكثر قبولاً في بعض الحالات إلا أن تأثيره ليس كتأثير المقاومة (رغم أن الاحتجاج بالنسبة لنظام ديكتاتوري شكلاً من أشكال المقاومة لأنه عمل غير مشروع في نظر الديكتاتورية كالمقاومة أيضا
).

4 comments:

Anonymous said...

العصيان المدني يمثل أسلوبا من أساليب عديدة يمكن تبنيها للتغيير السلمي، وهو بلا شك من أفضل الخيارات لتحقيق أهداف التغيير...
إذا من حيث المبدأ فلا خلاف، المشكلة تمكن في كيفية تطبيق هذا الأسلوب في بلادنا خاصة وأن أنظمتنا الحاكمة خذلنها الله التي لا تستمد قوتها من شرعية شعبية بل من قوة الآلة القمعية التي حاكتها حولها تقف حاجزا أمام كل تغيير وتقمع كل من تحدثه نفسه بالتغيير وتعتبر كل تحرك شعبي حتى ولو كان سلميا كالعصيان المدني هو تطاول ومعارضة بل يمكن أن يصل الأمر إلى اعتبارها فئة خارج القانون يمكن التعامل معها بكل شكل وأسلوب... وأن تعرف تماماً كيف هم يعاملون شعوبهم ...
فهل نحن في مستوى فهم ماهية العصيان المدني.... وهل سوف تقبل تلك الحكومات التغيير وهم قابعين بعشرات السنين على كرسي السلطة...

Eng.Mostafa Masoud said...

المطلوب أولا هو مرحلة التعريف من خلال نشر ثقافة العصيان المدني , وما هو تعريفه وأنه حق للشعوب وأحد الوسائل السلمية للتخلص من الظلم وتغيير الوضع على كل المستويات ليس لتغيير الحاكم فقط ولكن كل ما هو فاسد, ولذلك يتعين علينا أن يكون في الحساب عنف الدولة وعلينا الإعداد للقدرة على مواجهه هذا العنف بعدم العنف ودون رد عنيفوعلينا أن ندرك ايضا جيدا أن الطغيان لا يبقى قويا إلا بقدر ما تكون المعارضة متفرقة , لأن أول درس فى علم الطغيان هو تفتيت قوى المعارضة

firebird said...

العصيان المدني وسيلة مهمة وفعالة لمواجهة وتقويض الاستبداد وهناك أمثلة عديدة لذلك لكن من المهم أن تلتقي منظمات المجتمع المدني والنقابات وكافة التجمعات غير االرسمية على الدعوة إلى العصيان حتى يستجيب له الشارع لأن هناك ركام من اليأس ناتج عن أمرين:
1) عدم الثقة في كافة الأحزاب والتنظيمات وما تدعو له من تحركات شعبية
2) تراكم القهر والتهديد بالاعتقال وممارسة التعذيب والتصدي الأمني للتجمعات الجماهيرية مهما كات الهدف منها
الأمر الذي يحجم من حركة الجماهر بمعناها الواسع لافتقادها إلى الإحساس بقوة الجماعة وتنظيمها على حين أن نفس هذه الجماهير تتحرك من أجل تحقيق مطالبها لو تواجدت في بيئة تجمعها معاً مثل المصانع كما حدث في الإضرابات العمالية الأحيرة.

Eng.Mostafa Masoud said...

أخي العزيز
فعلا العصيان المدني وسيلة فعالة وفقدان الناس الثقة من الأحزاب والقهر يستدعي فعلا بناء الثقة من جديد وابراز النجاح الذي حققه عمال كفر الدوار , وكذلك التعريف ونشر ثقافة العصيان المدني وبعدها سيأتي يوما ما قريبا جدا وحدث ما سيحرك الناس جميعا بقيادة واعية لتغيير النظام الفاسد وأعوانه وبناء المجتمع الصالح